السجان في أدب السجون
١٩٨٠-٢٠٠٨
لا أذكر التاريخ بالضبط، ولكن على الأرجح أني كنت في الثانية عشر من عمري. كنت أتفرج مع عائلتي إلى التلفاز، وإذ بالرئيس حافظ الأسد يملأ الشاشة كعادته. لم يكن يلقي خطابًا أو يلوح بيديه إلى الجماهير، بل كان جالسًا في مؤتمر صحفي ليجيب على أسئلة بعض الصحفيين الأجانب. ولولا أن أحدهم طرح سؤالًا يهمني، لما بقي ذلك اليوم عالقًا في ذهني حتى الآن. كان السؤال حول مصير المعتقلين السياسيين في سوريا، فرد الرئيس: لا يوجد معتقلون سياسيون في سوريا! لم أفهم الجواب حينها، كيف ينفي وجود المعتقلين السياسيين؟ أين أبي إذن؟ وأين الرجال الذين تعرفت على عوائلهم أثناء زياراتنا إلى السجن؟ رحت أسأل البالغين من حولي كيف يقول الأسد ذلك، ويا لعجبي أنهم لم يكونوا مستغربين مثلي. «ولكنه يكذب!!»، صرختُ في وجوههم، فردوا علي بابتسامة ملؤها المرارة.