SHARE
كلام حبسجية
نماذج من مسكوكات السجن المصري


اطلب/اطلبي هذا الكتاب/الكُتيّب بصيغة بي دي أف

لِهذا الدَّفْتَر، الخامِسِ في سِلْسِلَةِ دَفاترِ مُنْتَدى المَشْرِق والمَغْرِب للشُّؤونِ السِّجْنِيَّة، نَسَبٌ يَرْتَفِعُ إلى ٢٠١٢. ففي إطارِ مَشْروعٍ مَدارُهُ على المَسْأَلَةِ السِّجْنِيَّةِ في سُوريا مِنْ خِلالِ تَجْرِبَةِ عَدَدٍ مِنَ اللُّبْنانِيِّينَ الَّذين قَضَوا سَنَواتٍ طَويلَةً في زَنازينِ نِظامِ الأَسَد، ثُمَّ كُتِبَتْ لَهُمُ النَّجاةُ مِنْها، والعَوْدَةُ إلى لُبْنانَ أحْياءَ يُرْزَقون ـ بَلْ «أحْياءَ يُرْزَقون» ـ تَصَدَّتْ أُمَم للتَّوْثيقِ والأبْحاثِ التي ائْتَمَنَها عَدَدٌ مِنْ هَؤلاءِ المُعْتَقَلينَ السَّابِقينَ على شَهاداتِهِمِ السِّجْنِيَّة ـ تَصَدَّتْ في سِياقِ تَحْليلِها لهَذِهِ الشَّهاداتِ لوَضْعِ «مَسْرَدٍ» يُحْصي ما وَرَدَ على ألْسِنَتِهِم مِنْ ألْفاظٍ ومِنْ تَعابيرَ اكْتَسَبوها وَراءَ القُضْبان. وإذْ تَجَمَّعَ لَدَيْها عَدَدٌ لا بَأْسَ بِهِ مِنْ هَذِهِ الأَلْفاظِ والعِباراتِ، اسْتَقْبَحَتْ ألَّا تُشْرِكَ مَنْ يَعْنيهِمُ الأمْرُ بهَذا المَسْرَدِ، فَعَهِدَتْ إلى مَنْ تَثِقُ بِهِ أَنْ يَنْكَبَّ على مُطالَعَةِ عَدَدٍ مِنَ الشَّهاداتِ السِّجْنِيَّةِ المَنْشورَةِ وأَنْ يَسْتَخْرِجَ مِنْها ما تَيَسَّرَ مِنْ شَواهِدَ على تِلْكَ الألْفاظِ والعِباراتِ. وهَكَذا لَمْ يَلْبَثِ المَسْرَدُ أنْ تَحَوَّلَ إلى قامُوسٍ صَغيرٍ كانَ نَشْرُهُ تَحْتَ عُنوان «مَفاتيحُ السِّجْن السُّوري».

لِنَحْوِ عامٍ خَلا، في لِقاءٍ في بَرْلينَ بأحْمَد سعيد، لَمْ يَخْلُ الحَديثُ مِنْ وَقَفاتٍ مُسْتَفيضَةٍ عِنْدَ شُؤونِ السِّجْنِ المِصْري وشُجونِه. وإذْ عَرَّجْنا على «مَفاتيحُ السِّجْن السُّوري«ومُلابَساتِ وَضْعِهِ، وعلى نِيَّةِ «المُنتدى» التَّوَسُّعَ في هذا البَحْثِ مَشْرِقًا ومَغْرِبًا، سواءٌ باسْتِخراجِ ما في الشَّهاداتِ السِّجْنِيَّةِ المَنْشورَةِ أو باسْتِخْراجِ ما في الذَّاكِرات، راقَتِ الفِكْرَةُ لأحْمَدَ، ووَعَدَ بِأَنْ يَسْتَلْهِمَ تَجْرِبَتَهُ السِّجْنِيَّة، وبِأَنْ يُرَتِّبَ مَفاتيحَهُ في سِلْسِلَةٍ مَعْقِدُ أحَدِ أطْرافِها ذاكِرَتُهُ السِّجْنِيَّة، وطَرَفُها الآخَرُ مُلْقًى على الغارِبِ برَسْمِ مَنْ يُريدُ أَنْ يُمْسِكَ بِهِ ويَسْلُكَ فيهِ المَزيدَ مِنَ المَفاتيح...

وهَكَذا كانَ، ووَفَّى أحْمَدُ بوَعْدِهِ، وها إنَّ «كَلام حَبْسَجِيَّة» يُساهِمُ سَهْمَهُ في مَشروعِ القاموسِ السِّجْنِيِّ مَشْرِقًا ومَغْرِبًا!